الجمعة، 29 يناير 2010

عروبــــــة ايــران الصفـويـة !؟

عروبــــــة ايــران الصفـويـة !؟
في صغري وعندما كنت أنفس عن كبتي باللعب مع أبناء الجيران والمتخاصم أهلهم مع اهلي في الأحواز الحبيبة ، كان جدي رحمة الله عليه صاحب النظرة الثاقبة الحارقة والتي إن وجهت في المستقبل القريب إلى سور غزة العظيم لدكته . كان ينهاني عن اللعب معهم مردداً مقولته التي يسكر على أنغامها ويقول " عدو جدك ما يكن لك صداقة " ولم يشأ جدي الموت إلا بعد أن تيقن أن هذه المقولة قد أخذت علامة تجارية مسجلة في تلابيب ذاكرتي .
قبل أيام عزف محمد صادق الحسيني الأمين العام للحوار العربي الإيراني في جريدة الجريدة لحناً قديماً جديداً فيه من الضحك على الذات أكثر مما فيه من الضحك علينا نحن العرب ، لحناً بعنوان " عروبة حماس تعزز حماس ايران " وجملة ماقاله ظاهره الرحمة وباطنه من قبل العرب فيه العذاب ، حيث صور لنا امبراطورية فارس الصفوية بأنها حامية الحمى ونزالة الوغى في دعمها ودفاعها عن فصائل وجدائل المقاومة العربية والاسلامية هكذا ولله في الله ولا تريد جزاء أو شكوراً ولكن ، ولكن هذه أخبث من لو بفتحها الباب لعمل الشياطين أقول ولكن تعالوا ننظر في دسيسة واحدة من دسائس أختنا غير الشقيقة ، الداعمة لقضايانا القومية فبعد الإعلان عن بدء المحادثات الغير مباشرة بين سوريا واسرائيل بوساطة تركيا ، حاولت ايران وضع العصى في العجلات منعاً من المضي قدماً في هذه المحادثات وللحيلولة دون التوصل إلى أي اتفاق . فسارعت بارسال رسلها إلى دمشق لتدراك هذا الخطب الجلل ، إلا أن السوريين صبوا الرصاص في آذانهم وصموا عن السماع لهؤلاء الرسل . عندها مكر الإيرانيون مكرهم ، وإن مكرهم لتزول منه الجبال فبحثوا عن الخاصرة الأضعف في الجسد الضعيف أصلاً . ووجدوا ضالتهم في غزة حيث تبدوا بيئة ملائمة لإشعال نار الفتنة . فوسوست ايران بنفس حماس وزينت لها سوء عملها في ذلك التوقيت على الأقل زينت لها إطلاق عدة صواريخ على جنوب اسرائيل ، وكان ماكن في غزة من ممارسات اسرائيلية همجية لا يمكن أن تمحي من الذاكرة الإنسانية ، وهكذا أصابات ايران أكثر من حمامة في دسيسة واحدة . أما الأولى فهي وقف المحادثات التي طالما سعت إلى وقفها والثانية ضرب إسفين من الشك والريبة في علاقات اسرائيل بتركيا الساعية إلى علاج الرجل المريض والثالثة قتل ذلك العدد من الأبرياء إضافة إلى زيادة الطين بلة من فقر وتجويع وحصار ، وإني لأعتقد ان حكماء بني فارس قد شربوا نخب النصر والنشوة على ما أصاب أخوتنا في غزة المحاصرة ، وهكذا عدنا للمربع الأول لنبدأ العد من جديد . نعم هذه هي ايران صاحبة الملف النووي والذي تجاوز عمر الخلاف حوله مع الدول الغربية اكثر من عشرة أعوام وسيستمر إلى ماشاء الله حتى تتوافق مع الغرب على اقتسام ثرواتنا كأننا ميراث بلا وريث .
نعم هذه هي ايران التي تطربنا بقولها " إن اسرائيل جسم سرطاني خبيث يجب استئصاله " بينما نرى وزير السياحة الفارسي في بلاد الأندلس يصافح نظيره الاسرائيلي مصافحة الخل لخليله ويدعوه لزيارة ايران واطلاع على المعالم الحضارية فيها حتى ولو كانت زيارة خفية .
نعم هذه هي ايران حامية الحمى ونزالة الوغى في دعمها ودفاعها عن قضايانا القومية . ياترى ايران الصفوية عربية أكثر من العرب ؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق