الأشرار على طريق الانهيار
هناك تساؤل سقط على الأرض مغشياً لكثرة لفه ودورانه في رأسي وهو عن سبب لجوء أنظمة العالم الثالث والرابع حتى الخمسين إلى العنف عندما تلوح في الأفق بارقة فشل وانهيار هذه الأنظمة أو عندما تتداعى أركانها بدل اللجوء إلى دهاليز السياسة وجحورها ومقارعة الحجة بالحجة . إلا أنني لم أجد جواباً لتساؤلي هذا ، إلا عند كونفوشيوس حارتنا والذي لم يذهب يوماً إلى مدرسة ولم يتلق تعليمه إلا على يد خطوب الحياة ونوائب الدهر . وكان جوابه أسرع من وجبة تأخذها من مطاعم الوجبات السريعة . فقال لي بعد أن طرحت تساؤلي أرضاَ : " إن الملاح في عرض البحر عندما يفقد بوصلته فإنه يتخبط في مسيره خبط عشواء كتخبط جمل أعمى في صحراء الربع الخالي ، فمرة يسير خلف الريح المذعورة ممن يلاحقها وتمضي سريعاً سريعاً وأخرى يباري الشمس المتغطرسة في مشيتها المملوكية باتجاه الغرب . وهكذا يتخبط في تحديد خياراته مع إدراكه التام والذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، إن طريقه التيه وسيره الضلال والغرق مصيره المحتوم . هذا ما عليه نظام الآيات الايرانية وعجباً أن لا نجد لله آيات معممة إلا في ايران وكأنه سبحانه ترك الخليقة كلها وتفرغ للعمل على حججه في بلاد فارس ، ففي الأحداث التي جرت اواخر السنة المنقلعة لجأ إلى جناحيه المعروفين وهما رجال الدين ورجال العسكر ليحلق بهما بعيداً عن استحقاقات هذه الأحداث وكل من هؤلاء وألئك هم لصوص البلد ومصاصي دماء أهلها فأخذ كل جناح يتفنن في ابتكار كل ما هو جديد لإقناع الثورة واهلها بالعدول عما هم ماضون فيه . فالجناح الآياتي شَمَّر عن لسانه ليكيل الاتهامات لكل ما هو ضد النظام إما بالكفر أو الخيانة أو العمالة أو غير ذلك من الفتاوي المجمدة في ثلاجات النظام فإذا ما أراد ان يتغذى عليها ما عليه سوى تسخينها ووضعها على مائدة سياسته ويضيف عليها بعضاً من بهارات الدجل ليعطيها نكهة تتناسب ومذاقه . اما الجناح العسكري بتفصيلاته وفروعه كأنه داخل مباراة تنافسيه فكل فصيل أو فرع يريد أن يفوز على قرينه بما لديه من جديد في صروف التعذيب او طريقة الرمي بالرصاص او أشكال القتل .
لم يكتف النظام باللجوء إلى التدليس الديني او تخويف خلق الله بالعسكر بل لجأ إلى الغدر على طريقة المافيا الإيطالية ، فها هو يغتال عالماً نووياً من علماء إيران المعروفين ، وبعد ان ذرف عليه دموع التماسيح صَّوب رشاش اتهاماته لأمريكا والغرب إلا أنه وبعد أن وجد أنه اتهام سخيف ولا يفيده بقدر اتهام الثورة ، وبما بقي في رشاش اتهاماته من رصاص سدد باتجاه هذه الثورة و رموزها إلا أن النظام بفعلته هذه قد أصاب نفسه في مقتل وأن صورته الحقيقية أصبحت مكشوفة للعالم أجمع إذ أن ضحيته مسعود علي محمدي كان قد وقع على بيان مناصرة وتأييد للاصلاحيين بعد انكشاف فضيحة الانتخابات في صيف العام المنصرم .
نعم هذا هو نظام آيات الله ومعجزاته يتأرجح يمنة ويسرة ويكاد أن يهوى في جب سحيق وتكاد أن تغرب شمس كابوس ثقيل جثم على أنفاس خلق الله والذي لم يسلم منه لا البعيد ولا القريب ولا العدو ولا الحبيب . وها هم شرفاء علماء الدين وعلماء الدنيا ورجالات الجيش الشرفاء يبرأون إلى الله من عمل الآيات ويلحقون بركب المعارضة الناشدة للإصلاح وكانهم سحرة فرعون الذين اتبعوا موسى بعد أن جاءهم بالحق من ربهم .
نعم هذا هو نظام آيات الله ومعجزاته يتأرجح يمنة ويسرة ويكاد أن يهوى في جب سحيق وتكاد أن تغرب شمس كابوس ثقيل جثم على أنفاس خلق الله والذي لم يسلم منه لا البعيد ولا القريب ولا العدو ولا الحبيب . وها هم شرفاء علماء الدين وعلماء الدنيا ورجالات الجيش الشرفاء يبرأون إلى الله من عمل الآيات ويلحقون بركب المعارضة الناشدة للإصلاح وكانهم سحرة فرعون الذين اتبعوا موسى بعد أن جاءهم بالحق من ربهم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق