هل رأيتم ابتسامة الأطفال البريئة وخصوصا في يوم العيد وهم يرتدون ملابسهم الجديدة ؟ وهل رأيتم كيف يلعبون ويسرحون ويمرحون في الحدائق والملاهي برفقة أبويهم ؟ كم جميلة صوت قهقهتهم وهي تطرب أسماع والديهم إلى حد الانتعاش وكم جميل رجوعهم من المدارس وهم يطرقون الباب بأياديهم الصغيرة وابتساماتهم خلف الأبواب وشوقهم لرؤيا أمهاتهم ورؤية أمهاتهم لهم وهذه الابتسامات تزين دنيا الطرفين في حياتهم اليومية ، ولكن خالد الصغير ذات الأثنى عشر ربيعاً كان لا يضحك في يوم العيد ولم يكن في حديقة المدينة ولا في الملاهي كي يلعب ويمرح بل كان تحت عمود الإشارة في أحد أكبر شوارع المدينة مدينة النفط والغاز مدينة الأحواز ، نعم إن خالد كان محروما من نعمة الأب وكانت عيناه تفيض من الدموع حينما يري ولد في عمره ماسكاً بيد أبيه ويتمشون على رصيف الشارع وآخذين بحديث الهدايا عند النجاح في أيام المدرسة ، وكم كان يتحسر خالد عندما يسمع صوت جرس المدرسة وهو يرن ، وكم كان يتألم حينما يرى من في عمره يحملون حقيبة كتبهم ، وبعد جولة في عالم الخيال كان يستفيقه صوت هرن السيارات عندما تولع الإشارة الخضراء ، وكانت قامته لا تطول زجاج السيارة فكان يحمل معه صفيحة كي يقف عليها ليطول زجاج السيارات التي تقف عند الإشارة كي يمسح زجاجها عندما تكون الإشارة حمراء وهكذا كان يدير أمور حياته وحياة أمه الكفيفة وأخته الصغيرة التي حرمها القدر ولسوء حالتهم المادية لم تذهب إلى المدرسة فكان خالد الصغير هو الذي يدير شئون عائلته المعيشية ، وفي ذات يوم عندما كان سائق التاكسي أحمد بعدما دخل في المطعم الذي كان قريبا على الإشارة التي كانت محل دوام خالد الصغير حيث طلب ساندوتش للإفطار وعندما فتح فمه لأول لقمة رأى أن هناك من يشاهده بنظرات قريبه من خلف الزجاج بعينان تختلف عن باقي العيون ليس بالشكل والمنظر بل بما تحكي عينه عن معيشته وعائلته المسكينة وبعدما دقق النظر فيه نادي أحمد على خالد تعال يا صبي فقال خالد من خلف الزجاج أنا ؟ قال له أحمد بهزة رأسه نعم فدخل خالد وقال له أحمد ما اسمك فرد خالد ، ولما رأي أحمد ما على الطفل من حال ومن رداءة ملابسه ظن أنه شحاذ فمد يده في جيبه كي يخرج مبلغ بسيط من المال ليعطيه إياه ثم قال تفضل يا بني ولكن رفض خالد وحس بالأهانة وزعل وقال أنا لست شحاذاً عندها تأسف أحمد له وقال أسف يابني لم يكن قصدي الأهانة وسأله هل أنت جوعان ؟ فرد خالد لا ، فرد عليه أحمد أنك جوعان ولكنك تكابر فسكت خالد وطأطأ رأسه وقال أنا لست جائعاً بل أختي الصغيرة جائعة وقالت لي قبل أن أخرج إلى دوامي المعتاد أخي عند رجوعك للبيت أحضر لي معاك ساندوتش وأنا واقف من الصبح هنا ولكن لم احصل على ثمن الساندوتش كي أشتري لأختي ، انقلب الساندوتش في فم أحمد إلى سم أسود بعدما سمع هذا الكلام من خالد ، وقال له أين منزلكم ؟ قال له خالد في قرية ( صياحي ) في مدينة الصفيح قال أحمد عرفت المكان فسأل أحمد كم عدد العائلة ؟ رد خالد بكل براءة أنا وأختي وأمي قال أحمد ألا تحسب أبوك ؟ فأنزل برأسه ثانية وقال ليس لي أب حيث أني لم أرى وجه أبي طيلة حياتي فتفحم قلب أحمد المسكين وطلب ست سندوتشات وأخذ بيد خالد وأركبه السيارة وقادها إلى مدينة الصفيح وعندما وصلوا بعد مشقة وكأنهم قطعوا طريق الحرير إلى سمرقند من رداءة الطريق وصلوا إلى بيت خالد وهو عبارة عن برميل لتخزين المياه وغرفة مربعة من الصفيح واللوازم الأولية للمعيشة وطرقوا الباب ودخلوا فركضت أخت خالد كي تحضن أخيها وفرحت عندما رأت الساندوتش ولكن أحمد بكى عندما رأى أم خالد الكفيفة وسلم عليها وقال يا أختي يا أم خالد أنا كواحد من أخوانك وأمانة الله إذا احتجتم لأي شيء فأنا تحت أمركم وعندما كان ينظر من الفتحات التي توجد بين الصفيح قال استودعكم الله وتركهم وخرج وترك خالد بمدينة الصفيح وهناك الآلاف مثل خالد من أبناء النفط يوجدون في هذه المدينة " مدينة الصفيح "
الأربعاء، 31 ديسمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
7 التعليقات:
الله يعينكم على ابناء الفرس
يعطيك الف عافيه استاذ / فاضل ,,, ونرجو منك المزيد
و في العشرين من نيسان عام (1925) احتلت) الاحواز عسكريآ ومن يومها حاولت ايران طمس الهوية العربية الاحوازيه على ارض الاحواز بشتى الطرق لكن الشعب العربي الاحوازي قاوم الاحتلال باول ثورة شعبية ضد قوات الاحتلال و سميت به (ثورة الغلمان) بعد ثلاث شهورمن الاحتلال واستمرت الانتفاضات و مثيلاتها لمقاومة الاحتلال بكل اشكالها السلمية منها و العسكرية حتى تشكل اول حزب سياسي منظم يسمى حزب السعادة و بعدها تشكلت حركات تحرر احوازية حاملتة رايت التحرير متاثرا بحركات التحرر العربية التي تشكلت قبل و بعد ثورةالضباط الاحرارفي مصربقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر و كان المد القومي البعثي و الناصري له الدور لامع في مقاومةالاحتلال الفارسي في الاحواز و استمرت جحافل الشهداء نبراسا من اجل استرجاع السيادة العربية الىارض الاحواز و شعبها و مع كل ما واجهة حركة تحرر العربية الاحوازية من عثرات . و بعد نجاح ثورة الشعوب في ايران و تسلط النظام المتلبس في الشريعة و استلموا السلطة زاد الجور جورآ فتعاملت سلطة الاحتلال الجدد بقسوة من التي سبقتها من طغاة و استعملت كل سياسات الارهاب و الاحتلال وعمليات الا ستيطان على ارض الاحواز و شعبها و هدم البيوت و سلب الاراضي من الفلاحين و سياسة الهجرة والهجرةالمعاكسة و سياست التفريس لابعاد شعبنا من محيطه العربي و ادخاله في مرحلة التمويع الثقافي لصهره في المجتمع الفارسي ولكن نرى ان في العقدين الاخيرين تزايدت صرخات شعبنا و ثوراته الشعبية حتى اصبحت ارض الاحواز معسكرا لجيوش الاحتلال خوفآ من ثورة عارمة تعم كافة الاقليم المحتل
مشكورين
شكرا لكم ونرجوا التواصل
جزيل الشكر و الامتنان لكم ونرجوا المتابعه والتواصل
ايران هددة الكويت وضربت سفيرها في طهران , قالت ان البحرين جزء من ايران, وهي تحتل الاهواز وتحتل طنب الكبرى والصغرى وابو موسى, تتدخل بشكل مستفز في قضايا العراق على حساب قضيتها النووية, دعم المباشر للمعارضة اللبنانية ضد الشرعية, مساعدتها للقاعدة بطرق مباشرة بأختصار إيران تريد تطوير نفسها نوويا و وجلب الكوارث للمنطقة دون محسوبية,,,وبالغد بإذن الله الباقي في الطريق...........
إيــران عـــــــدوة و لا نـعـتـبرهـا صـديـقــة
إرسال تعليق