الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

اول الغـيـث قـطـر _بقلم فاضل الأحوازي


جمع جنس ومفرده قطرة، فاذا تجمع كان قطرات وقطر من الخير والعطاء قطر هي فعل سحب الغير وأن تكون بالمقدمة وتقطر الغير وراءك وتجره لتنأى به بعيدا عن مهاوي الردى. قطر هي دولة صغيرة الحجم محلها فاعل مرفوع الراية خفاقها في عالمنا العربي حتى أصبحت كأنها جبل في رأسه نار. خرج علينا يوم أمس ذاك الخارج نظامه على كل الشرائع السماوية والوضعية والسفلية مهرج سورية وشبيحها لدى الجامعة العربية، خرج علينا بعد قرارها التاريخي بتعليق عضوية النظام الاسدي لدى الجامعة مزبدا مرعدا وهازئا بقطر بأن دولة صغيرة تأخذ دور دولة كبيرة يجعلها في عين العاصفة، وكأن للموضوع علاقة بطول اللسان او بعرض الأكتاف . لقد تعود النظام الاسدي وعلى مدى أكثر من أربعين عاما من حكم الأب وابنه بأن يكون السيد المطاع، وأن يفرض ما يريد، وأن يمارس ساديته المعهودة على شعبه المقهور بدون حسيب أو رقيب، وفي الثاني عشر من نوفمبر أراد هذا النظام أن يمارس ساديته على الجامعة العربية لمنع صدور قرار منها ضد إجرامه في سورية بعد أن ولغ في دماء الأبرياء ظانا أنه رب العرب الأعلى وعليهم عبادته, إلا أنه وكما يقول المثل الشعبي "بأن ليس كل طير يؤكل لحمه"، فوقف العرب جميعهم باستثناء لبنان لأن له وضعا استثنائيا، وذاك النظام المحروق والمشوه في اليمن، والآتي عليه دور القلع من جذوره، وقف الجميع ضد عنجهية النظام الاسدي ووضعوا لرعونته وصلفه حدودا وخطوطا حمرا لا يمكنه تجاوزها، وكان على رأس العرب في ذلك الأمر دولة قطر. ولا بأس هنا من التذكير ببعض فضائل هذه الدولة التي ملأت سمعتها الآفاق رغم انف هذا النظام، ولا بأس من التذكير بالمثل القائل "أن القافلة تسير والشبيحة تنبح". قطر هي اول دولة في عالمنا العربي قامت وقبل خمسة عشرة عاما بانشاء محطة فضائية تحسست آلام الناس واوجاعهم وعبرت عن رؤاهم وتطلعاتهم ففتح لها العرب من المحيط الى الخليج افئدتهم وعقولهم قبل ان يفتحوا لها بيوتهم حتى اخذت مكان الصدارة في كل بيت واصبحت الخبز اليومي للشعوب المقهورة، ومن خلالها تعرفوا على حقوقهم المهضومة من قبل حاكميهم، واسقطت الاقنعة عن وجوه طالما كان المواطن البسيط يعتقد ان اصحاب تلك الوجوه هي الهة تعبد فسقطت الاقنعة وانكشف المستور وبان للشعوب المقهورة الوجه القبيح لمن يحكمهم وايقنت تلك الشعوب ان الدور الحقيقي لهؤلاء الطغمة الحاكمة يجب ان يكون خدمتهم والارتقاء بهم . قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي دفعت الولايات المتحدة الامريكية بكتفيها الصغيرين وازاحتها في منافسة استضافة كاس العالم وحازت شرف استضافة وتنظيم هذه البطولة العالمية بعد احد عشر عاما فيما العرب جميع العرب لم يكونوا يحلموا باكثر من الاستمتاع بمشاهدة هذه البطولة عبر أجهزتهم التلفزيونية . قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي ابت ان تترك اخوتها في السودان لمصيرهم يتقاتلون فيما بينهم على اقليم دارفور فجمعتهم في دوحة الخير على طاولة واحدة لتنزع فتيل ازمة لا يعلم منتهاها الا الله. قطر هي التي ثارت للدم الليبي وقدمت كل ما تستطيع ولم تدخر جهدا سياسيا او اقتصاديا وربما عسكريا واضعة بصمتها او توقيها على كل مشاهد دحر مجنون ليبيا الذي عاث فيها فسادا لمدة اثنين واربعين عاما . قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي اخرجت حسني مبارك عن طوره وافقدته صوابه قبل ان يفقد كرسيه وهيبته لانها كانت المنافس الحقيقي لمصر في الريادة بما تقوم به من عمل على المستوى العربي بعد ان تاخر مبارك بمصر عن دور الريادة التي يجب ان تحتله . نعم ايها الشبيح ويا صهر الشبيحة ان قطر في عين العاصفة دوما، الا انها تتغلب دوما على جميع العواصف والانواء التي تعترضها وتخرج دوما اقوى ما كانت عليه قبل دخول هذه العواصف والانواء وذلك ان قطر التي تستصغر اخذت بقول من قال "ومن يتهيب صعود الجبال يعش دائما بين الحفر" وقد آلت على نفسها ان ترتقي المراقي الصعبة والا تعيش بين الحفر وما كان ذلك الا نتيجة التلاحم الصادق والحقيقي بين قادة هذه الدولة وشعبها ونقاء سرائرهم وصدق نيتهم في كل ما يقومون به دون ان يمارسوا هواية "اللف والدوران" في سياساتهم وتعاملهم مع الغير. هذه قطر، وهؤلاء هم اهل قطر، فمن تطاول انت؟ وعلى من تتطاول؟ ام ان كل هذا التشبيح ليرضى عنك سيدك في قصر المهاجرين؟ ونهاية ولانني عربي احوازي واهتم لكل شان عربي فان الامل يحدوني بدولة قطر قيادة وشعبا بان تسلط اضواءها الكاشفة على قضية شعبي الاحوازي المتمثل بالتخلص من نير استعمار صفوي فارسي مقيت دام لاكثر من ست وثمانين عاما ولا يزال وهو يمارس على شعبي المقهور كل صنوف الاستعباد والحرمان ونهب الخيرات . لم يأت هذا الامل من فراغ او انه مجرد استجداء بل ان له ارضية صلبة يستند عليها متمثلا بقناعتي برجال صدقوا ما عاهدوا شعوبهم عليه وبايمان عميق بان من يسعى في مشارق بلاد العرب ومغاربها لرفع الظلم عن المظلومين لا بد ان ينظر بعين الحق لقضية شعب شاب راسه وقلبه ولم تشب قضيته.
 فاضل الاحوازي ahwazi_fadel@yahoo.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق