الخميس، 31 مارس 2011

دموع الاحواز على وجنات البحرين_بقلم فاضل الاحوازي


نرفع رؤوسنا بعروبتنا أياما و نطأطئها شهورا، نفتخ ر بانتمائنا لهذا العرق العربي زمن و نتنكر له و نخجل منه أزمانا، و كل ذلك بسبب ممارساتنا الخاطئة و تاريخنا الطويل مع غدر أبناء هذا الوطن له و نكران جميله عليهم। و قد يكون سبب هذه الممارسات أو هذا النكران ناتج عن جهل أو قلة معرفة و تلك مصيبة، أو قد يكون عن سا ...بق إصرار و تصميم و عندها تكون المصيبة أعظم.
إن ما حصل و يحصل في البحرين الشقيقة جعلني أمضي ليلتي و أنا أقلب أمري لا أرى لي راحة مع و قد قررت أن أنزع في الصباح الباكر كوفيتي العربية المهترئة و أستبدلها بالبرنيطة الغربية و أن أشق الدشداشة و أستعيض عنها بأحدث ماركات الجينز و القميص النص الكم و أيمم شطر أقرب سفارة أجنبية أقبل قدميها راجيا قبول رحيلي الى بلدها، وهذا كله أساً و لوعة لما أرى و أسمع ، هل حقيقة أننا في بلد عربي يفتخر بأيام خالد و سعد و أبو عبيدة و القعقاع، و يتغنى بأمجاد القادسية و اليرموك و بقية الفتوحات التي وصلت أقاصي الدنيا في الشرق و الغرب، و يرى أبا جعفر من خلال صفحات التاريخ و هو يشيد بغداد مدينة السلام؟ أم أننا أمام أتباع صدر بن كاوس " الأفشين " و بابك الخرمي المجوسيين الحاقدين على الإسلام بجناحيه السني و الشيعي و حاولا أن يدكا حصون الإسلام المنيعة ؟
إنني لأستغرب و أتساءل كأي مجنون مثلي كيف يتأتى لأهلي في البحرين أن يغيروا مسار سفينة التغيير التي طالبوا قيادتهم فيه إلى الخوض في بحار العبث و الفوضى و التخريب ؟ لست أدري ما الذي دهى هذا الشعب الطيب البسيط ليرفع رايات سوداء و صور حكام إيران البغضاء؟ هل ينتمون إليهم في النسب؟ أم هو انتماء الدين و الطائفة ؟ إنني بغاية القناعة أن الإنسان يمكنه و بكل بساطة أن يخرج من أي دين إلى أي دين آخر و في كل لحظة، بل إنه يمكن أن يكون في لحظة من اللحظات بدون دين أو ملة، إلا أنه و ذات الإنسان لا يمكنه أن يخرج من جلده . نعم إنه قد يغير جنسيته و يحمل جواز سفر بلد غير بلده، إلا أنه لا بد لهذا الانسان من أن ينتمي إلى مجموعة بشرية يحبها و يعشقها و يعيش تحت رايتها يغار عليها يدافع عنها، أما أن يرد على هذا الكلام أن انتمائي لطائفتي يحتم علي مزاوجة حبي لوطني و حبي لدولة طائفتي فالرد على
هذا الكلام جاء في دستورنا العظيم حيث يقول جل و علا " ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه" أما إذا كان إخواننا في البحرين يقدمون انتماءهم الطائفي على انتماءهم الوطني فاني لأزف لهم بشرى تسوء صغيرهم قبل كبيرهم، بأن إيران ستأكلهم لحما و ترميهم عظاما نخرة، و ذلك أن إيران و على طول تاريخها لم تكن تنظر الى العرب إلا على أنهم مجموعات من البدو و همج الصحراء، و أن حضارتهم طارئة و مرتبطة بالنفط. و أنهم في البحرين لن يكونوا مستثنيين من هذا الوصف، وإيران التي يتغنون بها و بأمجادها و نجادها لا تنظر إلى الموضوع الطائفي و تدافع عن أهل طائفتها إلا بالقدر الذي يخدم مصالحها،ولأنها تعتبر هذا الموضوع مطية لها لتصل الى غاياتها المنشودة و من أهمها السيطرة على المنطقة و خيراتها، و دليلنا على ذلك أنه لو كان لدى إيران تلك الغيرة و الحمية على أهل طائفتها التي تتباكى عليها نتيجة الظلم الذي لحق بها كما تدعي، لكان تعاملها مع أهل الأحواز على غير ما هو بالواقع. فالدين يعني العدالة و المساواة و قد استبدلوه الإيرانيون بالظلم و التمييز بين الإيراني و الأحوازي، و الدين يعني الرحمة أما ايران فقد استخدمت مع هذا الشعب المسالم كل شدة و جبروت، و الدين على العموم يعني كل فضيلة و كل خصلة حميدة، وإيران عاملت الأحوازيين بكل نقيصة و كل خصلة خبيثة. فهناك في الأحواز سرقات بالجملة للأرض و ما فوقها و ما تحتها ناهيك عن القتل و التعذيب و الأسر و التنكيل و التشريد . هذا دليل من واقعنا المعاش . و لكم في الحروب الصليبية التي ابتلي بها العرب لعبرة حيث لم يميز الغزاة الصليبيون بين العربي المسلم و العربي النصراني، فكانت النتيجة أن وقف نصارى العرب مع مسلميهم جنبا الى جنب في مواجهة هذا الغزو الغاشم لانهم أدركوا أن هدف الغزو الصليبي هو احتلال البلاد و استعباد العباد بغض النظر عن الملة التي ينتمون اليها.
أبعد هذا نرفع رايات خامنئي و نسيرخلف تلك الرايات كما يسيرالأطفال خلف مزمار الساحر الذي ذهب بهم الى الهلاك؟
و ما أنا إلا من غزية إن غوت غويت و إن ترشد غزية أرشد


فاضل الاحوازي
Ahwazi_fadel@yahoo.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق