الأربعاء، 23 مارس 2011

ملكية فلسطين>>>بقلم فاضل الاحوازي


صراع يعتبر من أقدم الصراعات البشرية والذي يمتد لأكثر من 3000 سنة ، صراع يدعي الكل فيه الحق في امتلاك الأرض ، فمن له الحق ومن سبق في سكون هذه الأرض ، الكثير والكثير من الروايات عن الصراع الفلسطيني الصهيوني التي قد تحدث لك أنت شخصياً البلبلة وتفقدك التركيز في إصدار حكم عادل ، الكل يدافع عن حقه بطريقته وبشواهده ، ولكل يا للأسف أن ترى أن نتخلى نحن العرب عن القضية لنثبت أن اليهود هم أصحاب الحق ، هل أردنا أن نطمس القضية الفلسطينية والهوية الفلسطينية أم اختلاط الأمور وتزييف التاريخ هو من أحدث ذلك ، من الوهلة الأولى التي أبصرت بها عيني النور على الواقع العربي أعلم تمام العلم بأننا أصحاب قضية وأصحاب أرض فماذا بعد أن نشكك نحن العرب في أن الأرض ليست عربية ، نحتاج إلى وقفة لنصحح مفاهيمنا والمعايير التي بنيت عليها مثل تلك الآراء ، ودليلنا في الإثبات هو نفس الدليل الذي يستخدمه اليهود في إقناع العالم أجمع بأحقيتهم في الأرض ، دليلنا هو التاريخ والذي هم قادرون على تحريفه وإقناع العالم أجمع بما حرفوه كما اعتادوا وحرفوا بالتوراة ، لا اعتقد أن توجد نسخه غير محرفة أليسوا بهذه الطريقة قادرين على أن يقنعونا بملكيتهم للأرض ، قبل السرد التاريخ نذكر أنه قد ذكر اسم فلسطين في عدد من المصادر المصرية وخاصة على اللوحات الجدارية وبداية التاريخ في هذه الأرض كما ذكر مؤرخونا وكما ذكر مؤرخوهم كان النطوفيون والذين أسسوا لحضارة عريقة وتحول الاقتصاد من استهلاكي إلى إنتاجي ثم الكنعانيون هم أول من هاجر إلى فلسطين لقد أتوا من الجزيرة العربية واستقروا في أرض فلسطين عام 2500 ق.م. وأسسوا لحضارة عريقة ، فبنوا الكثير من المدن الفلسطينية الحالية حيفا وعسقلان، بيسان، بيت لحم ثم أتي الفلسطينيون وعاشوا جنباً إلى جنب مع الكنعانيين . ثم طالعنا بعد ذلك العبرانيون وكان حجتهم أن الأرض وهب الله لإبراهيم الذي قدم وعاش بفلسطين لفترة ثم رحل وجاء من نسله موسى هارباً من فرعون مصر حيث أمره الله بنزول أرض فلسطين ولكن رفض بنوا إسرائيل الامتثال إليه ومساعدته في دخول الأرض هؤلاء اليهود لا يؤمنون بشئ فيقول الله تعالى يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ وعندما امتنعوا كان جزاءهم قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ. إلى أن تمكن يوشع بن نون من دخول أرض فلسطين عام 1190 ق.م بالقوة وكما تذكر كتبهم أن الله وقف بجانبهم ضد أصحاب الأرض ، فهم معترفون وقانعون بأن الأرض عربية ولكن يا لليهود لتجدن أكثر الناس عداوة للذين أمنوا اليهود ، و استوطن اليهود في المناطق الشمالية من فلسطين وبعض المناطق الجبلية في القدس ثم ساءت الأحوال وطغوا في الأرض الفساد ولم يشتدوا مرة ثانية إلى عندما نصب طالوت والذي نجح في الاستيلاء على الأرض عدا المناطق الساحلية باستثناء يافا، وجعل داود القدس عاصمة مملكته الجديدة عام 995، واستمرت هذه الدولة في الوجود لمدة 80 عاماً ثم تفككت إلى دولتين وهما مملكة إسرائيل ومملكة يهوداه واللتان اندثرتا وبها ينتهي الوجود السياسي لليهود داخل فلسطين ثم يأتي الفرس و كان اليهود في تلك الحقبة يسكنوا بابل منهمكين في تحريف توراتهم ومنهم من ارتد عن دينه ورجع ليعبد الأوثان نعم لقد عادوا إلى ما كانوا عليه هؤلاء هم اليهود إلى أن سمح لهم بالعودة وممارسة نوع من الحكم الذاتي ، وتبع الفرس الحكم الإغريقي وفي تلك الحقبة أجبر الإغريق اليهود على اعتناق الوثنية ، أي عرق هذا هل هم كالحرباه التي تتغير تكيفاً للمكان ، إلى أن قامت ثورة المكابيين واستردوا حكمهم الذاتي وبعد أن اشتد عودهم مرة أخرى طغوا في الأرض ، في كل حقبة يشتد ساعدهم يطغوا في الأرض الفساد إذا كانوا متشبثين بأن الأرض لإبراهيم فلما الطغيان أنتم كما تزعمون أصحاب الأرض فما كل هذه الأفعال الإجرامية ، إلى أن أتاهم الرومان الذين دمروهم وانهوا الوجود اليهودي على أرض فلسطين . ومن الشاهد أن الرومان قد صكوا عملة مكتوب عليها فلسطين ، إلى هنا ينتهي وجود اليهود داخل الأرض العربية تماماً ولكننا نستكمل في عرضنا التاريخ كاملاً ليس كما يفعلون ، تأتي حقبة جديدة في النور والأمل لأرض عربية عرقاً ودماً أولى القبلتين وثالث الحرمين ، يأتي فتح المسلمون فلسطين في عهد عمر بن الخطاب ودخلوا بإذن الله ، وتعترف موسوعة المعارف اليهودية الصادرة عام 1946 أن العرب أصبحوا في تلك الحقبة يشكلون الأغلبية من سكان فلسطين. وقد حافظ اليهود خلال الوجود الإسلامي على وجود محدود جداً داخل فلسطين. وما أسوأها فترة عندما خلف العثمانيين الحكم في فلسطين كان الوجود اليهودي في البلاد لا يتعدى بضعة الآلاف ولسوء حال تلك الفترة سمح العثمانيون لقناصل الدول الأوروبية بأن يقوموا بالتصرف الكامل لمصالح رعاياهم وسمحوا لليهود بدخول فلسطين في تلك الفترة التي عانى فيها اليهود وخصوصاً من الروس و من المجازر ، إلى أن تعرضت الدولة العثمانية لأزمة جعلتها تبيع الأرض لليهود وأقام اليهود أول مستوطنة في تلك الفترة ولكنهم لم يستطيعوا أن ينفذوا مخططهم في تلك الفترة وذلك لوجود السلطان عبد الحميد الذي كان متمسكاً بالدين إلى أن أطاحوا به ، و تنتهي حقبة العثمانيين ليأتي بعد ذلك الانتداب الإنجليزي ليقدم الأرض على طبق من فضة إلى اليهود ضارباً عرض الحائط بمن يعيش في الأرض أو هي ملك لمن ، عندما أتى الإسلام كانت الأرض هي الأرض عربية يسكنها مسلمين ومسيحيين ويهود ، ولكن أثناء الانتداب ظهر المخطط الصهيوني في تقسيم الأرض ، إذا كانت الأرض ملكهم وهم في ذلك الوقت يملكون القوة في الاستيلاء عليها فلماذا لم يستولوا عليها كلها ، أظهر وعد بالفور المخطط الصهيوني وساعدت بريطانيا بكل القوى لإقامة ذلك الوطن المزعوم وقد ركز هذا الوعد على تحويل الأقلية اليهودية إلى أغلبية ، فهم نفسهم معترفون بأنهم أقلية وليس أصحاب الحق في ذلك الوطن وتحويل اليهود إلى ملاك للأرض . هذا كان سرداً مختصراً لتاريخ الأرض ، لم يشكل اليهود منذ القرن الثاني للميلاد وحتى القرن العشرين أغلبية في فلسطين فبأي منطق بعد كل هذه الفترة الزمنية يطالبون بحقهم في الأرض ، إذا كان من المعقول أن يطالب اليهود بحقهم الآن في الأرض ، الأرض منذ البداية أول من وطأت قدم فيها كانت عربية ، وإذا كانوا يريدون تطبق هذا المبدأ فهل لنا أن نطالب بالمثل وأن نسترد كل ما قد فتحه الإسلام من مدن في شتى أنحاء العالم ، الله منحهم الأرض منحها إبراهيم ألسنا نحن العرب أحق بإبراهيم ، نحن من صدقه وآمن به وبرسالته ولا نزال نؤمن بالتوحيد ، وإن كان هذا الوطن ملكاً لليهود فلما لا ينتقل يهود العالم إلى الآن إلى هذا الوطن للدفاع عنه والحصول عليه مرة أخرى . لقد حافظ العرب على الأرض ومقدساتها منذ أربعة عشر قرناً من الزمان على عكس ما فعله اليهود ، وحافظ العرب أيضاً على تواجدهم داخل ا. لأرض لكن أين اليهود ، كيف لنا وأن نشكك في عروبة الأرض ، المسألة ليست مسألة دين ولكن المسألة مسألة عرق ، هم أنفسهم قانعون بأن الأرض عربية ولكن يا لبشاعة اليهود ناقضي العهود يريدون تكييف الواقع لهم ، ويا للحسرة إذا خرج عربي يدافع لهم عن حقهم في الأرض

بقلم
فاضل الأحوازي
E mail : ahwazi_fadel@yahoo.com




0 التعليقات:

إرسال تعليق