
قولوا عنه مقالا أو سموه خاطرة لا فرق عندي ،ربما لواعج شوق أو هوى مكبوت لا فرق عندي ، قد يكون هلوسات و ضروب من الخيال لا فرق عندي ، فانا متيم به أعشقه حتى الجنون أؤمن به لدرجة الكفر بما عداه سوى الله ،سبقت في حبه ولع قيس ابن الملوح بليلى العامرية .
لكل مخلوق على هذه البسيطة بيئة و محيط يعيش فيه ولا يغادره ، يقتات من خيراته و يتنفس هواءه و يحمل هويته , إلا أنا و أمثالي من المظلومين المقهورين من جنس البشر , و ليت الطبيعة أو القدر هما اللذان أوقعا الظلم علينا لقلنا عندها إنها عوادي الزمن التي لا بد منها ،بل هم أبناء جنسنا و شركاؤنا في البشرية و للأسف .
خمس و ثمانون عاما مرت على سرقة أرضي و دياري ، خمس و ثمانون عاما مرت على سرقة مائي و خيراتي المدفونة في باطن أرضي , خمس و ثمانون عاما مرت على سرقة هويتي وهوائي ، خمس و ثمانون عاما مرت و أنا أعاني في كل يوم بل و في كل لحظة من ظلم نظام نرجسي يمارس ذكورته و فحولته علي و على أهلي و أحبابي ، بينما نراه رأي العين هو ليس أكثر من مراهق شاذ ينتمي إلى الجنس الثالث في عالم اللعب مع الكبار .
آه كم خمس و ثمانون عاما أخر سوف تمر ؟ ثم آه و آه متى تتدفق في شراييننا مياه نهر كارون المنهوب و متى سيلهب نفط الأحواز كل الأحواز مشاعرنا التي تجمدت في ثلاجات الزمن منذ عقود طويلة ، ثم آه و آه و آه متى تفجر ينابيع بلادي بركان الغضب الساكن في إحداقنا لينسف كل مظاهر الجور و العسف اللذان يحركهما شعور بعنصرية و حقد دفين منذ مئات السنين ، ثم ألف آه و آه على ضياع الهوية ، لقد أعطوني هوية غير هويتي و جواز سفر يسمح لي بل و يغريني لمغادرة أرضي بغير رجعة ، علموني ثقافتهم ، أجبروني على تغيير لساني لكنهم و مهما فعلوا لن يغيروا في قلبي شيئا واحدا ،انه انتمائي لأرضي و لأهلي بل و لنفسي أيضا . أصيح بأعلى صوتي ليجلجل أركان الأرض لست فارسيا و لن أكون حتى لو خلطوا لحمي بلحومهم و طحنوا عظمي بعظامهم و مزجوا دمي بدمائهم.
أنا العربي الاحوازي أحن إلى وطني العربي الاحواز ، يحملني على صدره ما دمت حيا و يضمني في بطنه بعد أن أموت ، احن إلى علم وطني مستقل ألوذ بظله من عوادي الدهر . و إلى نشيد وطني اردد ألحانه صباح مساء كطفل مدرسة عليه واجب حفظ قصيدة في محبة الأم .
إنني على ثقة بالله و بحكمة الله و بعدالة الله كما إنني على ثقة بقدرات أبناء شعبي و بعزيمتهم و بإصرارهم على الحياة و إعادة الحق لأهله و لا بد من أن يأتي ذلك اليوم الذي يرفع فيه شبل احوازي علم الاحواز الحر المستقل , و لا بد أن يحتاج ذلك إلى الكثير من التضحيات و المزيد من البذل في النفس و الجهد و الوقت إلا أن عيش ساعة واحدة بعزة و كرامة خير من عيش عمر كامل في قهر
و إذلال .
. فاضل الاحوازي ...ahwazi_fadel@yahoo.com












0 التعليقات:
إرسال تعليق