الخميس، 24 يونيو 2010

وقال الوطن


ما زلت أهرول في‮ ‬أزقة المبادئ التي‮ ‬افتقدت في‮ ‬مثل هذه الأيام جاريا على رفات آمالي‮ ‬التي‮ ‬تناثرت وابتلعها التاريخ،‮ ‬حيث التخبط في‮ ‬ضياع الحقائق والتخبط في‮ ‬الأنانية مع اندثار الثوار واستقالة القوميين وهجران الوطنيين‮.‬سألني‮ ‬الوطن ماذا حل بك‮ ‬يا هذا؟ فقلت له‮: ‬كم أنت عزيز‮ ‬يا وطني،‮ ‬فضحك بمرارة وقال أتحبني؟ قلت‮: ‬لاشك ولا ريب،‮ ‬فرد قائلا‮: ‬ما مدى حبك لي؟ قلت له أكثر من روحي‮ ‬فقال كم أنت كذاب‮ ‬يا هذا،‮ ‬فسقطت دمعة من عيني‮ ‬وعرفت ما‮ ‬يقصده،‮ ‬قال الوطن‮: ‬أتعادلني‮ ‬في‮ ‬روحك؟ وكنت امسح دمعتي‮ ‬كي‮ ‬لا‮ ‬ينفضح أمري‮ ‬ويبين كذبي‮ ‬ونفاقي،‮ ‬وكم تمنيت ان لم تلدني‮ ‬أمي‮ ‬في‮ ‬تلك اللحظة وأنا مطأطئ رأسي‮ ‬خجلا منه قلت له أنت أغلى من روحي،‮ ‬فرد قائلا‮: ‬فات الأوان ثم أضاف أعندك أشقاء وإخوان؟ قلت نعم،‮ ‬ثم أكمل حديثه‮: ‬هل جربنهم أيام المحن والشقاء أكانوا معك في‮ ‬السراء والضراء؟ طأطأت رأسي‮ ‬ثانية فقال‮: ‬دعنا من هذا،‮ ‬ألديك جيران؟ فقلت نعم فقال الوطن أجيرانك‮ ‬يعرفون حق الجيرة؟ فخفضت رأسي‮ ‬ثالثة،‮ ‬وحكم الصمت بيننا إلى فترة ما،‮ ‬وأنا ارفع رأسي‮ ‬رويدا رويدا حاولت ان اقبل ترابه الطاهر حتى‮ ‬يسامحني‮. ‬وأقول له أعظم جملة وهي‮: ‬وطني‮ ‬روحي‮ ‬فداك،‮ ‬لكن هذه المرة هو الذي‮ ‬كان‮ ‬يحني‮ ‬رأسه،‮ ‬فهلت دموعي‮ ‬ودموعه سويا،‮ ‬وقلت له‮: ‬ما بك‮ ‬يا وطني؟ فرد قائلا،‮ ‬والعبرات تخنق أنفاسه‮: ‬أشقاؤك واخو وجيرانك هم نفس أشقائي‮ ‬وإخواني‮ ‬وجيراني‮

0 التعليقات:

إرسال تعليق