
خطر الاحتلال الفكري والعقائدي
Monday, 14 July 2008
فاضل الأحوازي
ahwazi_fadel@yahoo.com
من البديهي والمؤكد بالعقل والمنطق السليم حيث التجارب الملموسة والمشهودة على مر العصور ان جميع الاحتلالات بأنواعها واشكالها بغض النظر عن حجم الاسباب في الاول والاخير تقوم على المصالح الانتفاعية والانتهازية، شئناً ام ابينا وإذ كان على صعيد دولي وحتى مستوى شخصي مع فارق الزمن لدوام الاحتلال وفي عالم التئوريات اي القراءات وقبل الكتابات تتم الدراسة وان طالت على مر السنين، والاحتلال الفكري والعقائدي هو اخطر الاحتلالات وله تفاسير ومعانٍ عديدة والنمط المنهجي في هذه المدارس يدرس على شاكلة علامات السكوت اي السرية التامة والاساليب المستخدمة تكون فيها دقيقة جداً حيث البرامج والتخطيط لكيفية النجاح وهذه الاعمال لا تقوم ولا تقبل الافتراض الذي ينجب الفشل والفشل هو اساس كل افتراضات كما قال »الحجاج بن يوسف الثقفي« فلابد ان تكون النتيجة مضمونة وحتمية وان كانت هناك مقدمات سوف يتم الطبخ والطهي لهذه المقدمات على نار هادئة كي تتواصل الى مراحل الاكل ويتم التكريس والتغريس في الافكار والعقائد الى النسيج والعروق الاورطية والى خلايا المخ واذا كان في امد طويل ومديد وبطريقة تسللية وعلى منهج سقوط قطرات المياه والامطار والآثار التي تخلفها وتحفزها القطرات على الاحجار والصخور وما هو اهم من هذه التفاصيل كلها هو فن الاكتشاف ونقاط الضعف، حيث التسلل منها الذي لا يتم بالعين المجردة بل في ادق المجاهر الإلكترونية التي تكشف هذه النقاط ومنها النقاط الدينية او المذهبية والاقتصادية والاجتماعية كالقبلية او الطائفية وحتى التاريخية ولا بأس ان وجدت العنصرية طبعاً من نظرة المحتل والنقاط كثيرة والناس نيام ومن باب اوسع كي تصبح الامور اسهل والمفاهيم تقبل هي المرابحة على خلع ثوب الانتماء والولاء من الوطنية والولاء اهم بكثير من الوطنية حسب قاموس مشاهير الساسة الذين انا لست واحدا منهم.حيث يصل المطاف الى الدفاع والاخلاص التام عن المحتل شعورياً ولا شعورياً، طبعا انه ليس سحراً ولا مبالغة بل انها قواعد اسست على ادق التفاصيل التي لا تقبل اية هزات او ارتجاجات كي تكون النتائج محسومة ويتم تأسيس وتشكيل الاحزاب الموالية وإذ وسعنا النظر كي تكون نظرة نجلاء ثلاثية الابعاد وهي النظرة المستقبلية لهذا النوع من الاحتلال السرطاني وإذ كانت الامية شبه حاكمة في المكان المحدد فيكون نوراً على نور، لتسهيل امور الاجتياح حيث العقول من طراز هذه الشاكلة هي اشهى بكثير لامتصاص الاعيب ومخططات الاحتلال، اما اشكال واقسام وانواع الاحتلال حسب التقسيمات وبصورة ابتدائية اولها واخطرها الاحتلال الفكري والعقائدي، حيث لا يكتفي باحتلال الاراضي، مع العلم انه يطمع في احتلال تحت الارض وفوق الارض والمصيبة العظمى بتخطى الحدود الى طمس الهوية وتغيير ديموغرافية المنطقة وساكنيها والاحتلال الثاني هو فقط تشكيل مؤيدين وموالين في المواقع الضرورية مهما كلف الامر والاحتلال الثالث هو ليس له الا تحت الارض حيث الذخائر والثروات المدفونة في اعماق هذا النوع من الاراضي، اما القسم الآخر هو لا يهمه إلا فوق الارض حيث يعلم بافتقار تحت الارض ولكن لا يجازف الا بقواعد ان كانت دائمة او شبه مؤقتة، وكل هذه الاحتمالات هي اسهل بكثير وذات اهمية محدودة، اما الاحتلال الذي هو حصيلة الحروب الضارسة او الحروب الاستنزافية فهو احتلال فاشل ان طال الزمن او قصر ولكن باكورة الكلام ونافلة القول لابد من الحذر والحرص الشديدين لهذاالنوع من الاحتلال ألا وهو الاحتلال الفكري والعقائدي الذي يسكن العقول والقلوب والافئدة حتى يخلق الايمان ومن الصعب جداً تفسيره او اكتشافه، فلابد من الوعي الكامل وقبل فوات الاوان كي لا تكون حصيلة مشاعرنا واحساسنا هي السكوت والندم واليقظة بعد ان »يروب الحليب« والبكاء على اللبن المسكوب اهداراً واتلافاً للوقت.
6 التعليقات:
شكرا
بداية أشكر الكاتب على موضوعيته و امانته في محاولة صون الحقيقة و تقديمها بدون رتوش ان الخطأ الأكبر فينا نحن العرب اننا نطلق العنان لمشاعرنا التي تكون في كثير من الأحيان هوجاء طائشة تفتقر الى البصيرة الفلسفية و المعلومة الصحيحة التي تقودها نحو القرار الصحيح و الحكم الصائب ثانيا في العلاقات الدولية لا توجد صداقات دائمة و لاعداوات دائمة و لكن المصالح دائمة و اي رئيس دولة لا يبني سياسته و مواقفه بما يخدم تلك المصالح فالاحرى له ان يترأس جمعية خيرية
الخطر الايراني كبير جدا فهي تدعي الغطاء الاسلامي بعموميته ( سنة و شيعة ) متى ناسبها و هذا يجعلها عدو غير ظاهر للبعض اما اسرائيل فهي عدو تاريخي ليس هناك احسن السيئين ..
يعاني العرب السنة في الاهواز اضطهاد و قمع و محاولات تشييع. نعم الوضع السياسي العام اليوم و كأنه عاد بنا 1500 سنة إلى الوراء فإيران اليوم تحاول بشتى الوسائل استعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية و الغرب وهم أحفاد الروم يحاولون منع نهضتها أما العرب فمنقسمون بين الجانبين تماماً كأجدادهم المنادرة و الغساسنة
لماذا دائماً نمثّل دور الضحية المظلومة و المغلوبة على أمرها .. و نتمسكن و نزرع ثقافة التسوّل على أبواب الأمم المتحدة و فوق عتبات الشيطان ..!؟
طيب بدل التعب و هذا النزيف في فكر الأمّة .. و التنظير و الثرثرة الزائدة .. لماذا لا يكون لنا نحن العرب مشروع مضاد للنظام الفارسي و لمشاريعه التوسعيّة ..
على الأقل إذا كنا نحن العرب المهزومين و الفاشلين غير قادرين على ذلك لماذا لا نعمل صلح و سلام معهم كما عملنا مع اليهود و ننظر أتأتي ثمارها أم لا ..
عندنا مثل عراقي يقول (ما ماكو زور ما بيه واوية) اي لم تخلو غابة من الثعالب.
قبل وبعد سقوط نظام صدام هناك كثير من العرب يتباكون ويكتبون ويدافعون عن صدام ونظامه وجرائمه بحق الشعب العراقي . واليوم تطل علينا نفس تلك الاصوات لتدافع عن نظام لايقل همجية وتخلفا واستبدادا اذا لم يكون اكثر دموية من نظام صدام. هذولة اكثرهم من اصول ايرانية طائفية حاقدة على العرب وحتى حاقدين على الشيعة العرب لانه لايحبون ايران. عندما يتهاوى ملالي طهران ويسقطون فهذه الاصوات المزعجة ستختفي والى الابد والايام والسنين القادمة سنشهد ذلك بعون الله
إرسال تعليق