الأحد، 11 يناير 2009

يعوق وعالم البشريه




في أواخر الأسبوع المنصرم عندما كان الجو مغبر وعجاجي سمعت احداً يطرق الباب وكان الوقت بعد منتصف الليل ولكن طريقته في طرق الباب أرعبتني وكأنما كان طريد متخوف فصرخت " جاك , جاك " منو يطرق الباب قال انا قلت له من تكون انت , قال لو سومحت افتح الباب انا " يعوق " بعد مكوث لحظات خلف الباب كي اتفقد الماضي واتصفح واتجول في الذكريات حتى اتذكر من هو يعوق ولكنني لم افلح وبعد ترديد دام لحظات فتحت الباب ولكنني لم ارى احد فناديت اين انت يا يعوق قال انظر الي الارض فلما نظرت تراجعت إلى الخلف وبعد تمتمة قصيرة قلت ماذا تفعل هنا في انصاص الليالي رد قائلاً السلام عليكم قلت له وعليكم قال لي وبكل احترام قد ضليت طريقي وقلت له تفضل كي نكمل حديثنا في الداخل ومن ثم فتحت له باب الديوان وقمت بواجب الضيافة بعدما جدد انفاسه قال يا اخي هربت من مصيبة كادت إن تقتلني ولكن اتى بي الزمن إلى باب منزلك والحمد لله فقلت له أهلاً وسهلاً ولو انك اخطأت بالتوقيت فقال الفارق بيننا وبينكم 200 سنه فقط لاغير فاضحكني وبعدها سالته من اين اتيت ؟ قال لي بدأت مشواري وترحالي من فلسطين فرديت عليه وكلي دهشة " الله , زين يا عوق ما هي اخر الأخبار في فلسطين قال بلغة الحنضلية المريرة المعركة قائمة بين الأشقاء فخرجت ومع كل الأسف تاركاً الأشقاء يتذابحون فقلت لنفسي ابعد عن الشر وغنيله .. وكملت طريقي إلى لبنان وقلت له وماذا عن لبنان فاجابني بابتسامة متسترة خلف شفتاه العملاقه إن المعركة قائمة بين الإخوان والأشقاء فقلت له يا يعوق لا تقل انك مريت بالعراق قال نعم ولكن ياليتني لم امر في بلاد الرافدين فرايت ما رايت من مصائب ومذابح ومأساة لم يمر بها إي تاريخ من البشر والحشر , ثم اكمل حديثة والله إني رأيت في عالمكم هذا العجب العجاب لم أراه طيلة حياتي وقلت له ما العجب في عالمنا فقال لي عالمكم هو كل العجب وسوف أعطيك المثال , قال رأيت الباص المكشوف والباص المسقوف ومسجدين بأذانين مختلفين ورأيت مقبرتين مقبرة للطائفة الفلانية ومقبرة للطائفة الثانية , كذلك رأيت من المحاكم ورأيت من المفخخات والأحزمة الناسفة والألغام ومن الكراسي ما رأيت بانواعها من الكرسي الكهربائي وإلى الكرسي الأخضر وقلت له كي لا يتسرع هل لديكم غوانتنامو وكأنه غضب من هذا السؤال واحمّر وجه وقال لا يا أخي اعوذ بالله نحن لا عندنا غوانتنامو ولا اوين ولا بو غريب ولا ستار اكاديمي ثم عدت بسؤال آخر هل عندكم استخبارات لـ "CIA" او KGB او الحرس الثوري او فيلق القدس او 9 بدر , فقال لا والف لا ولكنني أصريت على اسالتي وقلت له هل تعرفون في عالمكم هذه المصطلحات او حتى تعملون بها مثل الارستقراطية او البرغماتية او الراديكاليون او مبدأ إيزنهاور وهل عندكم غسيل الأموال فضحك ورد قائلاً كل هذا لا يوجد في عالمنا إلا غسيل الملابس وعندنا شيء اسمه الديموقراطيه والحقته بسؤال ثاني هل لديكم مفاعل نووي قال يا اخي لا استطيع ان أجيب على هذا السؤال ولو ليس لنا خليج يغلق ولكنني أخاف فأرجوك ان تعذرني عن الإجابة فقلت لك هذا ولكن السؤال الأخير هو هل مريت بالأحواز ؟ قال من المؤكد ورأيت الكل تعزف على ترنيمة الرجوع حيث الجراح الدائمة والأحزان النائمة والدخول إلى الأوجاع والآلام والدم الصافي وصعوبة سكون الأرواح والأحواز تستنجد ولكن لا حياة لمن تنادي ولكنني أتساءل هل هناك من فجر ثاني ؟ فسكت بعدها وسكت انا ثم قلت له ألا استطيع ان اذهب معك إلى ديارك قال هيهات لأنك لا تعرف حقوق الأجنة خوفاً ان تجعلها مثل عالمكم هذا.

4 التعليقات:

غير معرف يقول...

تسلم اخي فاضل على كتاباتك الجميلة انا من المعجبين فيها و اتابع دائما ما تكتب فاستمر و ان شا الله تلاقي نجاحا كبيرا في ذلك و القلم هو سلاح كبير نصارع به المحتل
الاحوازي

غير معرف يقول...

جزيل الشكر والامتنان للمتابعه ونرجوا التواصل وقد يشرفني هذا

غير معرف يقول...

نحن نتشرف بك ونتشرف بانتمائك للأحواز يا استاذ فاضل جزاك الله خيرا

غير معرف يقول...

تسلم هالايادي و السلوب المحترف
انشالله انشوفك بأحسن المراتب
نفتخر فيك كعربي نحترم انسانك

إرسال تعليق