لم ينه التاريخ كتابة الأسطر الأخيرة من رحلته الأزلية الأبدية، لم ينه رسم تلك اللوحة الباهرة الحسن والجمال لحضارة علمت العالم أجمع معنى الإنسانية، وفي غفلة من الزمن جاءت تلك الليلة الدهماء التي عدت فيها خفافيش الظلام ولصوص الأحلام على تلك اللوحة ولغوا فيها ولوغ الكلاب وأوغروا حقدهم فيها لتأتي مهيضة الجناح مكسورة الخاطر مشوهة الوجه والمعالم، صبغوها بعنصرية كالحة الوجه وبلون طائفي أصفر تهب ريحه على أرضنا الحبيبة لتنبت صراعا وعداوة بين الأخ وأخيه. وهاهو ربيع العرب تتفتح أزهاره على أرض الأحواز الحبيب ويؤتي أكله كل حين، ها هي حقنة التخدير التي حقنونا فيها عقودا طويلة قد انتهى مفعولها، وبعد طول تململ يخرج المارد من قمقمه. فيا كاتب التاريخ مهلاً لا تغلق الصفحة إن أحفاد سعد بن ابي وقاص يكبرون يهللون يصرخون يصلون يا كاتب التاريخ مهلاً لا تغلق الصفحة. إن أحفاد القعقاع ينادون يتضرعون يجتمعون يحضرون يستعدون. يا كاتب التاريخ لا تغلق الصفحة. إن أحفاد سعد والقعقاع وأبي محجن يهاجمون يدمرون يسطرون يستشهدون ينتصرون يحررون. يا كاتب التاريخ مهلاً لا تغلق الصفحة إن أحفاد صحابة محمد هم من يكتب ويفهرس ويغلق الصفحات الأخيرة . وأنت أيها التاريخ رويدك، لا تبحث كثيرا ولا تجهد نفسك حتى تملأ صفحاتك بروايات مجد وبطولات زائفة، توقف على ضفاف كارون واملأ يراعك حبرا من مائه الطهور وابدأ بالكتابة وبحروف من ذهب ولا تقلق لنفاذ الحبر، فالدماء الجارية والتي ستجري تكفي لملأ صفحاتك جميعها. أيها التاريخ اللاهث الباحث في كل شاردة وواردة قف على أعتاب الاحواز وصلي ركعتين فهذا البلد هو أبجدية البطولات والأمجاد والتضحيات فاكتب واكتب واكتب على الأجيال القادمة تعرف كيف تبني على التفاني أمجادها وتكتشف كيف أن سبات الأشقاء الأشقياء وشرعة الأمم التعساء كانت غطاء لقتل شعب كان كل همه أن يخرج من عباءة الحقد العنصري ليلبس قميص الحرية والعروبة.
الخميس، 5 أبريل 2012
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق