الثلاثاء، 12 يوليو 2011

صباح الحرية_بقلم فاضل الأحوازي

صباح الخير أيها الوطن الجميل المعطر بخضاب دم الشهداء على مر التاريخ ولتسمح لي أن أطبع قبلة على جبينك الطاهر كأمانة أحملها من وطن عربي يمتد من رأس المحيط إلى ضفاف الخليج الساكنة تحت قدميك في أيام ربيعية مخضرة، أنت يامن دخلت ليلي في أجمل ساعاته دون استئذان، و سطوت على أحلامي لتسرق منها الشوق و الحنين للقياك. صباح الخير يا من رسمت الضحكات على وجوهنا و مسحت الحزن عن قلوبنا و زرعت ورود الأمل في دروبنا، وبقيت وحيدا تجتر أحزانك وتقاسي آلامك وحدك ولا تطلع عليها أحدا من محبيك حتى لا تعكر عليهم صفو أيامهم التي لا تعرف الصفاء ببعدهم عنك، و آثرت على نفسك و بك الخصاصة. صباح الخير يا عشقي و يا أملي و يا فرحي و يا حزني و يا أحلى نزواتي . بماذا أناديك؟ أبسمك دون أن أتبعه كلمة حبيبي؟وعندها سأكون كيتيم ملقى على قارعة الطريق تتقاذفه الأقدار فلا أب يحن و لا أم تضم. أم أختبئ خلف سكوتي ؟ وإن سكت، من يسكت الشوق اليك حين تثور أشواقي؟. صباح الخير يا من لم أختره وطنا لي بل إن من اختاره هو قدر الله النافذ فينا شئنا أم أبينا، فكان حبك في ضمائرنا قبل أن تتشكل لنا الأجساد ، وكان حب التضحية في سبيلك مغروسا فينا قبل أن تنفخ فينا الأرواح. إن كل ما بي قد رحل إليك، القلب و العقل و الهوى و الحنين و الوجد و الصبابة و اللوعة، إلا الجسد فانه لا زال يبحث عن نفسه فلا ترهق نفسك في البحث عنه فإنك لن تجده قبل أن يجد نفسه . صباح الحرية أيها الوطن الذي شوه الغدر وجهه، ومورس عليه كل أنواع الشذوذ العنصري البغيض. صباح الحرية يامن حاول السحرة بكل ما أوتوا من دجل وبهتان أن يدجنوه كدجاجة معامل التفقيس، أو أن يروضوه ليكون أسدا مخنثا، إلا أنه هيهات لهم هذا . فسمرة الوجه و بياض القلب تغنيك عن فحص الأحماض النووية قي أحدث مختبرات العالم لتنبئ الدنيا ببرها و فاجرها و طيبها و خبيثها أنك ما تعديت العروبة قيد أنملة . صباح الحرية أيها الشيخ الجليل يامن عانيت ولأكثر من ثمانية عقود من ظلم من يدعي التدين والتسامح ويحفظ القرآن عن ظهر قلب إلا أنه كالحمار يحمل أسفارا لا يعلم ما بها أو أنه يعلم و لا يريد أن يعمل بما يعلم لأنه لا يؤمن بما يحمل أساسا. صباح الحرية أيها المولود الجديد، نعم المولود الجديد، و لا تستغرب لأننا سنعيد ولادتك من جديد، فها هي عيون أبنائك قد احمرت نصرة لك وحناجرهم تصدح باسمك وسواعدهم قد تعاضدت مطالبة بحقك في العيش الكريم وإن كان الربيع العربي قد أطل برأسه هنا وهناك وعلى استحياء وخجل، فإن أهل الأحواز يعرفون تماما أن ربيعهم لن يأتِ دون شتاء قارس يلفح وجوها يعلوها صدأ المكر والخديعة.
_ahwazi_fadel@yahoo.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق