الخميس، 17 مارس 2011

ماذا تنتظرون>>> بقلم فاضل الاحوازي

منذ عدة عقود و منطقتنا حبلى بالأحداث و المتغيرات، و كلما طال الزمان كلما كبر الحمل و نما إلى أن أتت هذه الأيام ليبدأ مخاض عسير للأمة ستلد من خلاله مستقبلا جديدا و حياة مغايرة لما عهدناه في السنين الخوالي. و لكن ماذا عنا نحن أهل الأحواز ؟ لماذا لا نزال بعيدين عن السرب و نغرد خارجه ؟ بل لماذا لا نزال نسيا منسيا لدرجة أننا نحن نسينا أنفسنا و هويتنا؟أستغرب أن حرق البوعزيزي لنفسه لم يلهب مشاعرنا بل حتى أنه لم يذب الجليد المتراكم على أعصابنا المدفونة في ثلاجات الموتى ؟ أستغرب أن صخب ميدان التحرير و حماسة ثواره و نشوتهم بانتصاراتهم لم تحرك مشاعر الغيرة لدينا و كأننا صم عمي لا نسمع و لا نرى ، بل و لا نعقل شيئا مما يدور حولنا ؟ أستغرب أن لا نلقي بالا لما يحصل في ليبيا من ثورة الدم على السيف و التصدي للظلم بما يجب أن يصد به ؟ لقد كنا أولى بهذه الأحداث جميعا كنا أولى أن نصطلي بها قبل غيرنا وذلك لما نلاقيه من عدو كشف عن قباحة وجهه في تعامله معنا في شتى مناحي حياتنا هذا إن أسمينا ما نكابده كل يوم حياة بل إنها و العدم سواء ، إن لم يكن العدم خير منها.إن كان كل ما يحصل لم يحرك فينا ساكنا فمتى نتحرك ؟ و متى تهتز جوارحنا ؟ و متى نغضب؟. قتلونا فقلنا إن قتلنا شهادة و فرحنا بذلك و لم نغضب ، سجنونا و قلنا إن سجننا وحدة و تفكر و فرحنا بذلك و لم نغضب ، هجّرونا عن أرضنا و نعيش في التيه منذ ست و ثمانين سنة و قلنا إن في الأسفار سبع فوائد و فرحنا بذلك التسفار في بلاد الغير ولم نغضب ، أي ذل نرتجي فوق هذا الذل ، و أي قيح و أي صديد سوف يخرج من ذلك الجرح.إنها شمس جديدة تأتي بصبح جديد فإن لم يكن لنا مكان تحتها سنظل قابعين تحت ظلال الخوف والنسيان، و إن هنّا الآن سيسهل الهوان علينا مرات و مرات، و إن ركعنا اليوم سنسجد غدا و لآلاف السنين . لا يجب علينا أن ندفن الرؤس في الرمال حتى تمر العاصفة، بل يجب أن نقف أمامها و نتحداها بطول النفس و قوة الصبر، أما الآن فقد آن لنا أن ننفض عن كواهلنا صمت عقود و نسعى لاستعادة أرض أجدادنا وأطفالنا وعندها لا أجمل من أن يفقد المرء حريته للدفاع عن حرية الأخرين ،بل ما أعذب طعم الموت و ما أحلاه عندما يكون فيه حياة أمة و انتصار لحق مهضوم إن الموت ليس هو الخسارة الكبرى..بل إن الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء الا و هو حب الوطن و لكن هل يكتفي الوطن بأن نمارس نرجسيتنا عليه بمزيد من الحب؟ أم أنه يطلب منا أن نترجم تلك المحبة الى دفاع عنه و ذود عن كرامته؟ إنه في كل يوم و مع إشراقة كل صباح ينادي و يصرخ بأعلى صوته عسى أن يجد هذا كله أذنا صاغية لمعتصم في هذه الأمة فلا تقتلوا المعتصم الكامن في نفس كل واحد فيكم ، فأنتم قادرون و تستحقون حياة أفضل إذا ما كان لكم الإقدام ركابا:

"وما نيل المطالب بالتمنى ****** تؤخذ الدنيا غلابَا"
"وما استعصى على قومٍ منالٌ***** الإقدامُ كان لهم ركابا"

فاضل الاحوازي ...ahwazi_fadel@yahoo.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق