الأحد، 18 يوليو 2010

الآم التسمية >>> للكا تب >>> فاضل الأحوازي

في عالمنا العربي كثيرة هي مشاكلنا و نزاعاتنا ذات التقليعات الحديثة و التي تتماشى مع هزات خصر هذا العصر لدرجة أننا اصحبنا بحاجة إلى وضع إشارات مرور في كتبنا و على شاشات حواسيبنا للنظم أولوية المرور لها و نخالف المتجاوز منها و الخارج على أخلاق مجتمعنا ،أو على الأقل لا نسمح لها بالمرور في هذه المرحلة .
و لأن ما ينطبق على الكل ينطبق على البعض فقد كثر الهرج و المرج بين أبناء وطني الحبيب و الذي أحار في تسميته خوف غضب البعض مني ، أو اتهام آخرين لي بجهلي باسم بلدي ،و لكن و حتى أوصل فكرتي لا يمكن أن أبقيه مجهول النسب مغمور الهوية ، ولا بد لي من أن أطلق عليه اسما ما ، حسنا إن شئتم سأسميه باسمه العربي و التاريخي انه إقليم الأحوازكما الحويزة ، حويزة و إن شئتم سأسميه باللكنة الفارسية لأنهم يقلبون الحاء وتصبح الحاء مهمولة لهاء فهو الأهواز كما ورد في بعض الكتب التاريخية أيضا وهذا للإنصاف ولهذا اصبحت الحويزة بإهمال الفارسي هويزة ومحمد مهمد و إن لم تشاءوا سآخذ بقول الأكاديميين العرب انه إقليم عربستان المحتل منذ العام 1925 من قبل الجارة الشرقية والتي وجدت من يسميها(ايران) سنة 1936وهذا هو الداء الأسود لان المحتل سمى نفسه وثبت ونحن على هواك يا ليل. ومن الممكن أن أقول فهذه لا تكون إشكالية ( لتسمية ) للنخبة النيرة وصفوة الصفوة لأبناء وطني بل للمهتم و للمراقب و اللمتابع و للمتفرج وحتى للعدوا نفسه أن ينظروا لها من زاوية الخلافات ولكن أقول والحق واقع مر والتقبل أمَر.......
لقد اختلف أهلي في ذلك الإقليم السليب على تسميته و ثار عجاج الخلاف بين الأحزاب و التيارات و الحركات و المجاميع ، فبعضهم يريد أن يطلق عليه اسما معينا و آخرون لا يروق لهم هذا الاسم و يفضلون له اسما آخر . متناسين في ذلك أن عمر هذه الأرض بشعبها يمتد لأكثر من أربعة آلاف سنة فهل كان طوال هذه المدة بدون اسم ، أم انه مولود لقيط عثروا عليه على أبواب أحد المساجد عند صلاة الفجر و حاروا في تسميته.
و هل لو أننا أطلقنا عليه اسما مذكرا سيكون أقوى مما لو أنثناه أم سيكون أجمل إن تم تأنيثه بدل تذكيره ،أم انه سيكون حرا لو قلنا أن اسمه الحر أو انه سيكون في مأمن من السرقات الإيرانية لو قلنا عنه انه البلد الأمين .
لماذا نحن كذلك ؟ لماذا نبحث عن الرسن قبل الجمل ؟ لماذا نهتم بالقشور و لا نعير اللب أي اهتمام ؟ لماذا نحاول أن نسقف البيت قبل بناء الأساسات و الأعمدة ؟ وليت أن ذاك الرسن وتلك القشور وهذا السقف لا تنفع فقط بل إنها مضيعة للجهد و قتل للوقت و هدر للطاقات و بلبلة في المجتمع و اختلاف و فرقة و تناحر و خوار و انتصار كل ذي رأي لرأيه و النتيجة سيبقى البلد منهوبا منهوبا منهوب.
إن إيران تعيش هذه الأيام بمنعرج تاريخي اثر نزاعها مع العالم المتحضر ، ففي هذه المرحلة إما أن تحصل على كل ما تصبو إليه ، أو أنها ستأخذ على رأسها و قفاها معا و تقول يا ليتني كنت ترابا ونسيا منسيا، و تأخذ الأقليات المقهورة في ظل نظامها كامل حقوقها ، عندها كيف سيكون لنا حق نطالب فيه إن لم نكن قد اتفقنا على اسم ذلك الحق و ماهيته .
إن ضرب الحديد الذي يقوم فيه البلوش في جنوب شرق إيران و حزب العمال الكردستاني في الشمال الغربي و الرفض المستمر للسياسات الإيرانية التي تأباها منظمة مجاهدي خلق قد بدأت تؤتي أكلها و تفك اللحيم الإيراني و أوجدت هذه الحركات خشية منها و من مطالبها في الداخل الإيراني و صوتا مسموعا و آذانا صاغية لدى الهيئات و المنظمات الدولية .
أما نحن أصحاب القضية المنسية فإننا لا نزال نسال أيهما وجد أولا البيضة أم الدجاجة . أوليس حريا بنا أن نرص صفوفنا و نوحد كلمتنا و نكون أول من يطالب بحقه .
إنني اسمع و من منفاي بلدي الجميل يصرخ في وجه أبنائه قائلا و بكل تململ من تفرقهم و اختلافاتهم أرجوكم سموني و لا تسمموني كنوني و لا تكمموني لقبوني و لا تلغموني حرروني و لا تحيروا بي ، و قبل أن تختلفوا على الاسم اتفقوا على الفعل الذي يخلق الاسم الذي تريدون فان الأمم تقوم بأفعال أبنائها لا بأسمائها و ألقابها .

فاضل الاحوازي...ahwazi_fadel@yahoo.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق