الخميس، 24 يونيو 2010

حكومة أبو قيس

يحكى انه في‮ ‬احدى الغابات التي‮ ‬لم تصل لها قدم احد من الجنس البشري‮ ‬ومن اليقين انها كانت جميلة وخضراء لعدم وجود هذا الكائن كي‮ ‬يلوثها او‮ ‬يقطع اشجارها او حتى‮ ‬يدوس على ازهارها‮.‬
وذات‮ ‬يوم جلس ارنبان‮ ‬يتحدثان في‮ ‬قضايا الغابة وكيف‮ ‬يكون للغابة مجلس تربوي‮ ‬برئاسة الفهد ولد عم الأسد وعندما وصل الحديث الى معمعائه سقطت تفاحة بين الارنبين،‮ ‬وبدأت الأزمة،‮ ‬فقال الارنب الأول‮: ‬انها لي،‮ ‬وقال الثاني‮: ‬انها ملكي‮ ‬واشتدت الشتائم ورفعت الاعلام وبدأت المعركة حتى انهارت قواهما وبعدما دمرا تركيبة خلقتهما قال لهما الغراب،‮ ‬وكان الأمر من تدبيره فهو الذي‮ ‬اسقطها على رأسيهما كي‮ ‬يتنازعا وينسيا امر المجلس التربوي،‮ ‬لانه حدث عظيم كاد ان‮ ‬يؤدي‮ ‬بالغابة الى مستقبل مشرق،‮ ‬لكن الغراب‮ »‬النغيل‮« ‬فعل فعلته وبعدما افرط من الضحك على الارنبين‮ »‬النعثلين‮« ‬قال‮: ‬ما بكما؟ ألستما اخواناً‮ ‬وأشقاء؟ الستما من قوم واحد،‮ ‬وفصيلة واحدة،‮ ‬ولماذا هذا العراك؟ فقال الارنب الاول‮: ‬التفاحة من حقي،‮ ‬وقال الثاني‮ ‬انها تدهدهت بقربي،‮ ‬وقبل ان‮ ‬يشتد النزاع ثانية قال الغراب‮: ‬لماذا لا تذهبان لأبي‮ ‬قيس كي‮ ‬يحكم بينكما حتى تحل المشكلة؟ فقال الارنبان رأي‮ ‬سليم،‮ ‬وإننا نشهد بأنك حكيم ولكن من‮ ‬يحمل التفاحة الى أبي‮ ‬قيس؟ فقد كانت الثقة معدومة بينهما،‮ ‬فقال الغراب بنت عمي‮ ‬البومة،‮ ‬فنادى الغراب على البومة وأيقظها من منامها،‮ ‬وقال لها‮: ‬اريد منك خدمة كي‮ ‬تحصلي‮ ‬على ثواب وحسنة لخدمة هذين الارنبين وتكوني‮ ‬ساهمت بهذا العمل،‮ ‬فقبلت وذهبوا الى ابي‮ ‬قيس الذي‮ ‬هو القرد،‮ ‬وبعدما اكمل ضحكته الغراب أخذ‮ ‬يحلق بالجو طائراً‮ ‬نحو ابي‮ ‬قيس كي‮ ‬يرى حكمه والذي‮ ‬هو صديقه الصدوق بحكم قانون الشجر،‮ ‬ومن سكن عليها فجلس على شجرة وبات‮ ‬ينظر الى ما سيحل بهما،‮ ‬وبعد الوصول الى الشجرة التي‮ ‬يسكن في‮ ‬اعلاها ابوقيس قالوا‮: ‬السلام عليكم‮ ‬يا حكيم الغابة المحترم،‮ ‬واسمعوه ما حل بهم ثم سكتوا وبعدما سمع أبوقيس ما جرى لهم وبعد لحظات من السكوت وتمتمة على شفتيه الجميلتين نطق أبوقيس القاضي‮ ‬المحترم وقال‮: ‬لابد ان تعطوني‮ ‬التفاحة لكي‮ ‬انظر لحجمها ولونها وتركيبتها وكل ما‮ ‬يدور بداخلها وأوزنها كي‮ ‬اقسمها بالانصاف والمساواة بينكما سواسية،‮ ‬فأخذ التفاحة من البومة التي‮ ‬تراجعت من مكانها بعدما سلمت التفاحة للقاضي،‮ ‬فأخذ ابوقيس‮ ‬يطالع‮ ‬يميناً‮ ‬وشمالاً‮ ‬وصعد الى ارتفاع لا بأس به من الاغصان كي‮ ‬لا‮ ‬يطوله احد ومن‮ ‬ثم قال لا‮ ‬يكون للظلم مكان وأنا من‮ ‬يعطي‮ ‬كل ذي‮ ‬حق حقه،‮ ‬فأخذ قضمة لم‮ ‬يأخذ مثيلها في‮ ‬السابق»لأن مال عمك ما‮ ‬يهمك‮« ‬وقال‮: ‬هذه القضمة لن تكون عادلة لابد من قضمة ثانية،‮ ‬وعلى هكذا منوال أكلت التفاحة امام انظارهم وافلسوا من تلك التفاحة ورحل الغراب كي‮ ‬يرسم خطة جهنمية ثانية لبعض قوم اغبياء‮.‬
ها قد ضاقت الواسعة على بعض العرب الذين تحولت ناعورتهم في‮ ‬طهران حيث حكومة أبي‮ ‬قيس كي‮ ‬تستدير بمياهه وعلى النحو الذي‮ ‬يرضيه،‮ ‬ونعم ثانية لبعض العرب الذين اصابتهم نفحة من سموم حر وغم وكرب مما صنعته اياديهم حتى‮ ‬يلجأوا الى طهران آخذين مشاكلهم الى تلك الغابة التي‮ ‬لا‮ ‬يوجد فيها سوى الغراب وابن عمته البومة وابي‮ ‬قيس وأحفاده والضباع العواج وصوت الضحك وصل من هؤلاء وعلي العرب الى كركرة‮ ‬يصل صداها الى كوكب الملح‮.‬بعدما علموهم كيف قابيل يقتل هابيل والعكس جائز في منهج الملالي
فاضل الأحوازي
ahwazi_fadel@yahoo.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق