يحكى انه في احدى الغابات التي لم تصل لها قدم احد من الجنس البشري ومن اليقين انها كانت جميلة وخضراء لعدم وجود هذا الكائن كي يلوثها او يقطع اشجارها او حتى يدوس على ازهارها.
وذات يوم جلس ارنبان يتحدثان في قضايا الغابة وكيف يكون للغابة مجلس تربوي برئاسة الفهد ولد عم الأسد وعندما وصل الحديث الى معمعائه سقطت تفاحة بين الارنبين، وبدأت الأزمة، فقال الارنب الأول: انها لي، وقال الثاني: انها ملكي واشتدت الشتائم ورفعت الاعلام وبدأت المعركة حتى انهارت قواهما وبعدما دمرا تركيبة خلقتهما قال لهما الغراب، وكان الأمر من تدبيره فهو الذي اسقطها على رأسيهما كي يتنازعا وينسيا امر المجلس التربوي، لانه حدث عظيم كاد ان يؤدي بالغابة الى مستقبل مشرق، لكن الغراب »النغيل« فعل فعلته وبعدما افرط من الضحك على الارنبين »النعثلين« قال: ما بكما؟ ألستما اخواناً وأشقاء؟ الستما من قوم واحد، وفصيلة واحدة، ولماذا هذا العراك؟ فقال الارنب الاول: التفاحة من حقي، وقال الثاني انها تدهدهت بقربي، وقبل ان يشتد النزاع ثانية قال الغراب: لماذا لا تذهبان لأبي قيس كي يحكم بينكما حتى تحل المشكلة؟ فقال الارنبان رأي سليم، وإننا نشهد بأنك حكيم ولكن من يحمل التفاحة الى أبي قيس؟ فقد كانت الثقة معدومة بينهما، فقال الغراب بنت عمي البومة، فنادى الغراب على البومة وأيقظها من منامها، وقال لها: اريد منك خدمة كي تحصلي على ثواب وحسنة لخدمة هذين الارنبين وتكوني ساهمت بهذا العمل، فقبلت وذهبوا الى ابي قيس الذي هو القرد، وبعدما اكمل ضحكته الغراب أخذ يحلق بالجو طائراً نحو ابي قيس كي يرى حكمه والذي هو صديقه الصدوق بحكم قانون الشجر، ومن سكن عليها فجلس على شجرة وبات ينظر الى ما سيحل بهما، وبعد الوصول الى الشجرة التي يسكن في اعلاها ابوقيس قالوا: السلام عليكم يا حكيم الغابة المحترم، واسمعوه ما حل بهم ثم سكتوا وبعدما سمع أبوقيس ما جرى لهم وبعد لحظات من السكوت وتمتمة على شفتيه الجميلتين نطق أبوقيس القاضي المحترم وقال: لابد ان تعطوني التفاحة لكي انظر لحجمها ولونها وتركيبتها وكل ما يدور بداخلها وأوزنها كي اقسمها بالانصاف والمساواة بينكما سواسية، فأخذ التفاحة من البومة التي تراجعت من مكانها بعدما سلمت التفاحة للقاضي، فأخذ ابوقيس يطالع يميناً وشمالاً وصعد الى ارتفاع لا بأس به من الاغصان كي لا يطوله احد ومن ثم قال لا يكون للظلم مكان وأنا من يعطي كل ذي حق حقه، فأخذ قضمة لم يأخذ مثيلها في السابق»لأن مال عمك ما يهمك« وقال: هذه القضمة لن تكون عادلة لابد من قضمة ثانية، وعلى هكذا منوال أكلت التفاحة امام انظارهم وافلسوا من تلك التفاحة ورحل الغراب كي يرسم خطة جهنمية ثانية لبعض قوم اغبياء.
ها قد ضاقت الواسعة على بعض العرب الذين تحولت ناعورتهم في طهران حيث حكومة أبي قيس كي تستدير بمياهه وعلى النحو الذي يرضيه، ونعم ثانية لبعض العرب الذين اصابتهم نفحة من سموم حر وغم وكرب مما صنعته اياديهم حتى يلجأوا الى طهران آخذين مشاكلهم الى تلك الغابة التي لا يوجد فيها سوى الغراب وابن عمته البومة وابي قيس وأحفاده والضباع العواج وصوت الضحك وصل من هؤلاء وعلي العرب الى كركرة يصل صداها الى كوكب الملح.بعدما علموهم كيف قابيل يقتل هابيل والعكس جائز في منهج الملالي
فاضل الأحوازي
ahwazi_fadel@yahoo.com
الخميس، 24 يونيو 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق