الخميس، 24 يونيو 2010

العهر الإيراني

في الحرب العالمية الثانية كانت هناك مدرستان فيما يتعلق بالإشاعات و بث الأخبار
الكاذبة ، إحداهما المدرسة البريطانية و التي تعتمد على قول " اصدق ثم اصدق ثم
اصدق حتى إذا كذبت يصدقك الآخرون" أي أنهم يعتمدون على مصداقيتهم لتمرير
الأخبار الكاذبة ، و ثانيهما المدرسة الألمانية التي كانت تعتمد على قول " اكذب ثم
اكذب ثم اكذب حتى إذا كذبت يصدقك الآخرون ، أي أنهم يعتمدون على مبدأ ترسيخ
الخبر بقوة كذبهم .و يبدو أن السيد الرئيس احمدي نجاد يميل إلى الأخذ بالمدرسة
الألمانية فكل يوم خبر جديد و مفاجأة جديدة و وعد جديد و ما صدق لا بخبر و
لابمفاجأة و لا بوعد .قبل أيام معدودة صرح الرئيس نجاد أن قوة إسرائيل مقارنة مع
قوة إيران هي كقوة بعوضة بالنسبة إلى أسد.بداية لست ادري ما هو سبب عقدة احمدي نجاد
في الفترة الأخيرة من الحيوانات , فقد كثر ذكرها على لسانه , فعندما طالب الإماراتيون مؤخرا _ و
يا كثر ما يطالبون _ بجزرهم المحتلة قال نجاد و عمر السامعين يطول لا أسد في الخليج الفارسي إلا
إيران و قبلها بفترة وصف الجيش الأمريكي بأفغانستان بالفئران و اليوم يصف الصهاينة بالبعوض و
ان لإيران الكثير من الأعداء فان قائمة الحيوانات سوف تطول على لسان الهدهد نجاد .نعود إلى
مقولة نجاد و هنا حاشى لله و كلا ولم ولن وكل حروف النفي و الحروف ذات العلة و الغير عليلة أن
أدافع عن الكيان المغتصب الذي قتل و شرد و طمس الهوية و غير كل خلق الله في فلسطين إلا انه "
مجنون يحكي و عاقل يسمع " فلو قال نجاد أن مساحة أو عدد سكان إيران اكبر من مساحة و عدد
سكان إسرائيل لقال له السامع لا فض فوك أما أن يقول أن قوة إسرائيل بالنسبة لقوة بلده كقوة
بعوضة بالنسبة لأسد فان السامع يعتقد أنها واسعة و أن التلميذ الإيراني تفوق على مدرسته الألمانية
.فيا سيد نجاد و للتذكير فقط فانك تعلم قبل غيرك أن أمريكا بكافة مؤسساتها الشرعية و بنات الحرام
منها تقف خلف إسرائيل كجدار فولاذي لا يمكن اختراقه ، أما أوروبا سواء منها القديمة أو النيو لوك
و بقضها و قضيبها فإنها تريد أن تكفر لإسرائيل عن أخطاء ارتكبتها في حق شعب الله المختار .و
انه لا يمكنك الفصل بين إسرائيل و هذه القوى . ناهيك عن القوة الذاتية للدولة اليهودية و التي تعد
من أوائل الدول عدة و عتادا إضافة إلى تنوع اقتصادها و اهتمامها بالتعليم و إنفاقها على البحوث
العلمية و غير ذلك مما يجعلها كأرنب يدخل في سباق مع سلحفاة إذا ما قورنت بالجمهورية الإسلامية .
مع هذا كله فان كان السيد نجاد صادقا فيما يزعم و لو أضفنا إلى مقولته هذه تهديداته
السابقة بأنه سيمحو إسرائيل عن الخريطة إضافة إلى معتقده أن المهدي المنتظر لا
يفك أسره و لا يخرج من مغارته - و هو يستعجل خروجه و يدعو له بذلك - إلا بقيام
حرب شاملة فما الذي ينتظره السيد نجاد ؟ لذا فإننا أمام احتمالين فإما أن يكون صادقا
في مقولته إن قوة إسرائيل كقوة بعوضة و لا يعمل على مواجهتها و بذلك يكون قد
خالف عقيدته و اثبت تآمره . و أما انه يطبق القول الألماني سالف الذكر و بالتالي
سيكون مصيره مصير الألمان .

0 التعليقات:

إرسال تعليق